المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2012

لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟ الجزء الثالث

صورة
يبدو أنه قد كان من المفيد جدا عدم تمكننا من رؤية هلال شهر شعبان من مدينة أبوظبي يوم الأربعاء 20 حزيران/يونيو 2012م حتى باستخدام تقنية التصوير الفلكي، فلو تمت رؤية الهلال في ذلك اليوم لمر الحدث مرور الكرام دون أي تبعات إيجابية أو سلبية، فقد كان من المتوقع رؤية الهلال بسهولة في ذلك  اليوم من مدينة أبوظبي باستخدام التلسكوب، وبالتالي من باب أولى باستخدام التصوير الفلكي، إلا أن عدم رؤية ذلك  الهلال السهل دفعنا للبحث والتقصي في تفاصيل مسألة نقاء الغلاف الجوي، ونرى من الضروري قراءة  الجزء الأول  و  الجزء الثاني   من هذه التدوينة حتى تكتمل الصورة، ويكون الموضوع واضحا بشكل كامل. فقد ذكرنا في الجزء الثاني وجود حملة عالمية برعاية وكالة الفضاء الأمريكية ناسا باسم Aeronet يقوم أعضاؤها بقياس قيمة معينة للغلاف الجوي تسمى(OD)  Optical Depth وهي تعطي مؤشرا مباشرا لنقاء الغلاف الجوي من منطقة الرصد، والقيمة الكلية للـ OD تسمى Total Optical Depth (TOD)  وهي تتكون فعليا من أربعة مكونات؛ الأول هو Aerosol Optical Depth (AOD) وهو التشتت والامتصاص الحاصل للأشعة في الغلاف ...

لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟ الجزء الثاني

صورة
كنت قد كتبت في الجزء الأول من هذه التدوينة  (لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟)  عن تجربتي في رصد هلال شهر شعبان، وكيف أنني لم أره يوم الأربعاء من مدينة أبوظبي على الرغم من أن الحسابات الفلكية كانت تبين إمكانية رؤيته، وقد عللت ذلك بسبب الغلاف الجوي غير النقي يوم الرصد، وأرى من الضروري قراءة تلك التدوينة قبل المضي قدما هنا، حتى تكتمل الصورة لدى القاريء. إن صفاء الغلاف الجوي عامل أساسي جدا في رؤية الهلال، ولا يصح الاعتماد على المعايير الفلكية التي تعطي إمكانية رؤية الهلال دون النظر إلى صفاء الغلاف الجوي وقت الرصد، فمعايير رؤية الهلال تعطي إمكانية رؤية الهلال في حالة صفاء الغلاف الجوي، وقد يختلف الحال إن كان الغلاف الجوي غير نقي، ولقد درجت العادة عند راصدي الأهلة على تقييم صفاء الغلاف الجوي بالنظر بالعين المجردة، وتقدير ذلك لما يشعر به الراصد، وما قد يصفه راصد أن الغلاف الجوي كان غير نقي قد يصفه آخر أنه نقي، والأسوأ من هذا هو عدم وجود مقياس واضح يعبر للراصد أو حتى لقارىء التقرير عن مقدار تلوث الغلاف الجوي وقت الرصد. ولحسن الحظ فإن هناك مشروع (بل حتى مشاريع) عالمي تتلخص مهمته بدراسة نق...

مركزية مكة المكرمة والتوقيت العالمي

لاشك بأن الله يصطفي من الملائكة والبشر والأزمنة والأمكنة ما يشاء، وأنه فضل مكة على سائر بقاع الأرض إذ شرفها ببيته الحرام كأول بيت وضع للناس في الأرض فهي أحب البقاع إلى الله حيث قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) سنن الترمذي، وهي قبلة صلاة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. وإليها تهوى الأفئدة تلبية لدعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام فلها في أنفسنا ما لا يمكن أن يوصف أو يعبر عنه في أسطر فمكانتها ارقي وأسمى من أن تحصر بما هو أدنى من الماديات. وقد وصف القرآن الكريم مكة المكرمة بأم القرى، لتكون مركزاً لانطلاق الدعوة الإسلامية. وتقع مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية على خط عرض 21:25 درجة شمالاً وخط طول 39:50 درجة شرقاً. وفي محاولات لإظهار أهمية مكة المكرمة لغير المسلمين تطرق أكثر من باحث لإيضاح خصوصية مركزية مكة المكرمة للعالم بصور شتى من آخرها ما قُدم في مؤتمر الإعجاز العلمي الأخير 1432هـ [1] والذي عُرض فيه بحث أشار إلى مركزية مكة وتميز خط طولها عن غيره [2]، كما تم عرض هذا البحث ف...

لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟

صورة
لقد قمت بتحري هلال شهر شعبان يوم الأربعاء 20 يونيو من مدينة أبوظبي باستخدام تقنية التصوير الفلكي بكاميرا السي سي دي. وكنبذة سريعة، هذه التقنية هي أحدث طريقة لتحري الهلال، وهي تفوق التحري باستخدام التلسكوب، فقد أمكن باستخدام هذه الطريقة رؤية أهلة لم تكن رؤيتها ممكنة سابقا باستخدام التلسكوبات، بل حتى أمكن رؤية أهلة باستخدام هذه التقنية في وضح النهار، ومن البديهي القول أنه إن لم ير الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي هذه، فمن المؤكد أنه لم يكن بالإمكان رؤية الهلال باستخدام التلسكوب من نفس المكان والظروف، وبالطبع يكون من المستحيل رؤيته بالعين المجردة في هذه الحالة. إن رصدي لهلال شهر شعبان هذا استوقفني كثيرا، فالحسابات الفلكية كانت تشير إلى أن إمكانية رؤية الهلال بعد غروب الشمس في ذلك اليوم من مدينة أبوظبي ممكنة باستخدام التلسكوب وصعبة جدا بالعين المجردة، أما إمكانية رؤيته باستخدام تقنية التصوير الفلكي الحديثة فهي سهلة جدا، فقد تم سابقا رؤية الهلال في وضح النهار باستخدام هذه التقنية عندما كان على بعد 5 درجات فقط من الشمس (بل حتى أقل من ذلك بقليل)، وبالنسبة لي، فقد كان بعد القمر عن الشمس يو...

لا عبرة بارتفاع هلال الشهر

صورة
يقترب بإذن الله شهر رمضان المبارك ومعه تظهر تساؤلات سنوية بصيَغ مختلفة مضمونها: هل سيكمل شعبان أيامه أو سيظهر من يدلي برؤيته للهلال بعد غروب شمس يوم الجمعة 29 شعبان 1435هـ الموافق 27 يونيه 2014م؟ وعادة تتزامن مع هذه الظروف ظهور إجابات لمختصين ممتزجة بما يسمى “معايير إمكانية الرؤية”، التي سيتم هنا توضح المقصود منها وتطورها وكيفية تفاوت ارتفاع الهلال في الليلة الواحدة على خطوط عرض مختلفة. لقد تعددت معايير رؤية الهلال وتطورت عبر قرون ووصلت إلى ماهي عليه اليوم. ومن أهم أهداف المعايير تمحيص الشهادات التي تَرِد إلى القضاة بخصوص رؤية الأهلة والمساعدة في تقدير إمكانية الرؤية من عدمها، وبالتالي تطوير التقويم الهجري. وهنالك معايير قديمة، ويعتبر المعيار البابلي من أقدمها، ومضمونه أنه حتى يمكن رؤية الهلال لابد ألا تقل فترة غروبه بعد الشمس عن 48 دقيقة (وتسمى مُكث الهلال). ثم انتقل تطور هذه المعايير إلى العالم الإسلامي فكان للمختصين المسلمين دور كبير في تطويرها. ومن أوائلها معيار الخوارزمي، وهو أنه لرؤية الهلال لابد أن يكون بُعْده عن الشمس أكبر من 9.5 درجة عند غروب الشمس، ثم قنن موسى ابن مأمون القرط...