المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2014

لماذا لا يرى الهلال إذ غاب بعد غروب الشمس بفترة قصيرة؟

صورة
صرح عدد من الفلكيين أن رؤية هلال عيد الفطر القادم (شوال 1435 هـ) يوم الأحد 29 رمضان الموافق 27 تموز/يوليو 2014م غير ممكنة من المنطقة العربية لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من أن القمر يغيب يومها بعد غروب الشمس بفترة تصل في بعض المناطق العربية إلى 18 دقيقة. وأثار هذا التصريح بعض التساؤلات بين عامة الناس بكيفية تصريح الفلكيين بعدم إمكانية الرؤية على الرغم من غروب القمر بعد غروب الشمس، ونأمل من خلال هذه الأسطر القليلة الإجابة على هذه التساؤلات. وتتكون هذه التدوينة من أفكار رئيسية عدة، سأبينها تاليا بشكل واضح حتى يسهل استيعاب الموضوع.  الفكرة الأولى: نحن أيضا “متراؤون” شهدت السنوات الماضية ظاهرة جد خطيرة، وهي تصوير الفلكيين كطرف أول لا يعرفون من موضوع رؤية الهلال إلا الأمور النظرية، وأنهم لو “تنازلوا” وقاموا بترائي الهلال لغيروا آراءهم وتصريحاتهم، وصورت هذه الظاهرة “المترائين” كطرف ثاني مخلص لا يوجد عنده هدف إلا الامتثال لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا يحتسبون من عملهم هذا إلا الأجر والثواب من الله، فأصبح الناس ينظرون إلى الفلكي كشخص غير متمرس بالرصد العملي للهل...

لغة البيان مرة أخرى

أشرتُ في مقالات سابقة إلى أن المجلس الأعلى للقضاء سابقا، والمحكمة العليا في المملكة المكلفة بتقرير دخول أشهر العبادات الموسمية، كرمضان وذي الحجة، يستخدمان في بياناتهما عن ذلك لغة غير دقيقة، ومخالفة للواقع. ولم يختلف الأمر في إعلاني المحكمة اللذين أصدرتْهما لطلب تحري رؤية هلال رمضان هذا العام وتقرير أن يوم الأحد هو بداية شهر رمضان المبارك هذا العام. فقد جاء في بيانها عن طلب «تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء الجمعة 29/8/ 1435 هـ» (الشرق، 2014/6/27م)، بعد الديباجة: «فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام 1435 هـ.  وترجو المحكمة العليا ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز؛ لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة. وتأمل المحكمة ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر؛ لما فيه من التعاون على البر والتقوى، واحتساب الأجر والمثوبة بالمشاركة فيه، والانضمام إلى اللجان المشكلة في ا...

الحكم على الشيء فرع عن تصوره

أشرت في مقالات سابقة، ومنها على الأخص: «بل عُدولٌ وعلماء» (الشرق، 1433/8/29 هـ)، و«علماؤنا وعلم الفلك»، الشرق، (1433/9/28 هـ)، إلى أن السبب الرئيس لتكرار الجدل عن إهلال الأشهر القمرية المتصلة بالعبادات الموسمية أن علماءنا الأفاضل المنوط بهم اتخاذ السياسات الدينية في بلادنا، ومنها تحديد إدخال تلك الأشهر وإخراجها، لا يقيمون وزناً لعلم الفلك ونتائجه الدقيقة في هذا الشأن. وربما كان الدافع لموقفهم هذا القبولَ الخالص لرأي ابن تيمية في هذه القضية. يضاف إلى ذلك أنه يتضح من تصريحاتهم أن مواقفهم المبدئية من علم الفلك هي التي تحول بينهم وبين الاطلاع على المعرفة الفلكية العلمية الدقيقة التي تنتج عنها الحسابات الفلكية الدقيقة. لذلك يتطلب حل المشكل المُزمِن المتعلق بثبوت الأشهر العبادية ألا يتوقف هؤلاء الفضلاء عند آراء بعض الفقهاء الأقدمين الذين كانت اجتهاداتهم في هذا الشأن محكومة بمعارفهم الشائعة في أزمنتهم، وأن يجتهدوا كما اجتهد أولئك الأقدمون مستأنسين بما يتوفر الآن من المعارف العلمية التي يمكن أن تحل هذا الإشكال من غير تعارض مع السنة النبوية المطهرة. وكنت بيَّنت في مقالات سابقة أن الأسباب التي د...