كيف تغيّر “المعلومات الكثيرة” (‘Big Data’) حياتنا
بين ما قبل التاريخ وحتى العام 2003، أنتجت البشرية كمّاً من المعلومات يقدّر بخمسة إكسابايت (ملايين الميغابايت) على شكل نصوص ورسومات وموسيقى وقياسات وحسابات، إلخ. وفي العام 2011 تم إنتاج نفس القدر السابق من المعلومات خلال يومين فقط. وفي عامنا الحاليّ 2013 سيكون بالإمكان إنتاج ذلك الكمّ كلّ عشر دقائق! إننا اليوم نسبح في بحر من المعلومات، بل سنغرق فيها إن لم نستطع مواكبة هذا المدّ الهائل بقدرة مناسبة على تحليل هذه الكميات الضخمة من المعلومات. لقد ظهر مفهوم “المعلومات الكثيرةBig Data ” لأول مرة في العام 2006، وصار شائعاً في العام 2012 عندما جعل البيت الأبيض ومنتدى دافوس الاقتصادي العالميّ (ومؤسسات مهمة أخرى) هذا المفهوم قضية مركزية تحتاج الى متابعة واهتمام. ويتضمّن هذا الأمر فكرتين رئيسيتين : أولاً، نحن ننتج المعلومات حالياً بتزايد أسّيّ (متسارع)؛ ثانياً، نحن بحاجة إلى أساليب جديدة لتحليل المعلومات، إذ إنّ الأساليب القديمة لم تعد قادرة على مجاراة هذا النوع من المعطيات. وحيثما التفتنا نجد إنتاج المعلومات يتم بوفرة من خلال كلّ نشاط في حياتنا المعاصرة: بواسطة حواسيبنا وهواتفنا الذكية وكام...