هل طلبة اليوم مختلفون؟
هل تعرفون تلك النكتة عن الأب الذي لا ينفكّ يقول لأولاده : “عندما كنت في مثل سنّكم، كنت أغدو مشيا إلى المدرسة مسافة 5 كم، صعدا، في الذهاب والإياب…”؟ إن في هذه “القصة” ما يشير إلى الحقيقة الخالدة بأنّ كلّ جيل يعتقد أنه الأشجع والأكثر إنتاجا وتحصيلا من الجيل اللاحق، الذي يُنظر إليه دوما على أنه جيل كسول مدلّل. إن تلك النظرة المغلوطة تنطبق أيضا على رؤيتنا للطلبة اليوم. فالآباء والمعلمون كثيرا ما يصرّحون بأن أبناءهم وطلبتهم يحصلون على كل الموارد بسهولة وتتوفّر لهم الظروف المواتية المريحة، بل وأنهم لا يقدّرون ذلك ولا يحسنون استثماره. في الحقيقة، فإن المقارنة بين جيل طلبة الحاضر وجيل طلبة الأمس هي مقارنة لا معنى لها ! فالظروف السياسية والاقتصادية والثقافية قد اختلفت بشكل كبير. وأنا أدرك من خلال تجربتي الشخصية، سواء عندما كنت طالبا وبعدما صرت أستاذا جامعيا، في دول تختلف جذريا في ظروف الدراسة، أن المقارنة لا تصحّ حتى في السنة نفسها، ناهيك عن المقارنة على مدى عقود. ثم إن روح العصر تشكّل عقليات الطلبة وتؤثر في توجّهاتهم. فمثلا حينما كنت طالبا، كنّا (أنا وأبناء جيلي) مهتمّين كثيرا بالأحداث ال...