المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2012

لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟ الجزء الرابع

صورة
وتتوالى الأحداث المرتبطة بأهمية صفاء الغلاف الجوي لرؤية الأجرام السماوية، وخاصة ما يعنينا منها الآن وهو الهلال، فاضطررت قبل حوالي أسبوع للسفر إلى مدينة عمان في زيارة قصيرة، وكحال أي مسافر كنت أفضل رحلة مباشرة من أبوظبي إلى عمّان، ولكن بسبب قرب موعد السفر وموسم الإجازات لم يتيسر لي إلا رحلة إلى مدينة عمّان مرورا بالبحرين، وبالطبع لم يسعدني ذلك، ولكن سبحان الله فقد كان لنزولي في البحرين أهمية قصوى! فلاحظت ظاهرة لم أرها بهذا الوضوح من قبل! ففي  الجزء الأول  و الثاني  و الثالث   من هذه المدونة كنا نتحدث عن دور التلوث الجوي في تشتيت وامتصاص أشعة الأجرام السماوية، ووجدنا أنه توجد مشاريع علمية وشبكات عالمية تقيس مقدار التلوث الجوي بأرقام واضحة تمكننا من معرفة مقدار التلوث بشكل دقيق بدلا من استخدام التقدير بالعين المجردة وما يخضع لذلك من وجة نظر الراصد وتقديره النسبي للأمور! فعلمنا أن هناك قيمة تسمى (TOD)  Total Optical Depth وهي تعبر عن مقدار تشتت وامتصاص الأشعة الحاصل في الغلاف الجوي، وكلما زادت هذه القيمة كان الجو أسوأ ورؤية الأجرام أصعب. وعلمنا أن الـ TOD  تتكو...

واقع الهلال والشفق – نصيب الفلكيين من القلق

تعددت معايير رؤية الأهلة وتفاوتت تقديراتها. فعلى سبيل المثال، نجد أن نتيجة استقراءات عشرات العقود الزمنية تفيد أنه لا يمكن رؤية هلال ارتفاعه عن الأفق لحظة غروب الشمس أقل من أربع درجات. على هذا، فعندما تأتي شهادات برؤية أهلة على ارتفاع خمس أو ست درجات أو اكثر، فإن ذلك لا يعتبر إنجازًا أو سبقًا لأنه متوقع. ولا يكون الإشكال من الناحية الفلكية إلا عند ظهور شهادات أقل بكثير من التي يقدرها المعيار، هنا يقدم الفلكيون ما لديهم من إشارات علمية لإصحاب الرائي، إبراءً للذمة. هذا عن الأهلة، أما موضوع الشفق، فنجد أن الوضع منعكس. وكما كان علماؤنا يتحرون قديمًا رؤية الأهلة بشكل شهري، فإنهم تابعوا ظهور الشفق بشكل يومي. وكانت نتائج أرصاد مئات السنيين متقاربة؛ وخلاصتها، أن الفجر الصادق يظهر عندما تكون الشمس تحت الأفق الشرقي بين 18-19 درجة. ومن عمالقة علماء الفلك الإسلامي ، الذين شهد لهم التاريخ بدقة الأرصاد، إضافة إلى نظافة بيئتهم مقارنة بأجوائنا غير النظيفة: البتاني (317هـ)، والبيروني (440هـ)، وابن الشاطر (777هـ). وبالقياس لما ذُكر أعلاه بالنسبة للهلال، فإن القول بظهور الشفق الصادق والشمس تحت الأفق بـ 1...