لم يُر الهلال، فماذا نستفيد؟ الجزء الرابع
وتتوالى الأحداث المرتبطة بأهمية صفاء الغلاف الجوي لرؤية الأجرام السماوية، وخاصة ما يعنينا منها الآن وهو الهلال، فاضطررت قبل حوالي أسبوع للسفر إلى مدينة عمان في زيارة قصيرة، وكحال أي مسافر كنت أفضل رحلة مباشرة من أبوظبي إلى عمّان، ولكن بسبب قرب موعد السفر وموسم الإجازات لم يتيسر لي إلا رحلة إلى مدينة عمّان مرورا بالبحرين، وبالطبع لم يسعدني ذلك، ولكن سبحان الله فقد كان لنزولي في البحرين أهمية قصوى! فلاحظت ظاهرة لم أرها بهذا الوضوح من قبل! ففي الجزء الأول و الثاني و الثالث من هذه المدونة كنا نتحدث عن دور التلوث الجوي في تشتيت وامتصاص أشعة الأجرام السماوية، ووجدنا أنه توجد مشاريع علمية وشبكات عالمية تقيس مقدار التلوث الجوي بأرقام واضحة تمكننا من معرفة مقدار التلوث بشكل دقيق بدلا من استخدام التقدير بالعين المجردة وما يخضع لذلك من وجة نظر الراصد وتقديره النسبي للأمور! فعلمنا أن هناك قيمة تسمى (TOD) Total Optical Depth وهي تعبر عن مقدار تشتت وامتصاص الأشعة الحاصل في الغلاف الجوي، وكلما زادت هذه القيمة كان الجو أسوأ ورؤية الأجرام أصعب. وعلمنا أن الـ TOD تتكو...