المشاركات

مفاجأة رصد الفجر من الطائرة!

صورة
ركبت الطائرة متجها من أبوظبي إلى مدينة الرباط... كان ذلك ليلة الأحد على الإثنين... حيث أقلعت الطائرة في الساعة الثالثة من فجر يوم الإثنين 22 يونيو 2015م، الموافق للخامس من شهر رمضان 1436 هـ. وعلى الرغم من رخصة الإفطار إلا أنني فضلت أن أصوم ذلك اليوم، ولتجربتي السابقة في غير مرة أن طاقم الطائرة غير قادر على تحديد موعد الإمساك والإفطار بشكل دقيق، فقد أخذت على عاتقي تحديد موعد الإمساك وهو طلوع الفجر! علما بأن موعد الفجر في ذلك اليوم في مدينة أبوظبي كان يحين في الساعة 04:05 بالتوقيت الإماراتي المحلي (غرينتش + 4)، وحيث أننا سنسير غربا فمن المؤكد أن موعد الإمساك سيكون بعد ذلك الوقت. ولكن كما توقعت، ارتبك المضيفون فور الإقلاع وأخبرونا أن موعد الإمساك في الساعة 03:15 وأنه لم يبق وقت إلا بالكاد لشربة ماء! فنظرت لهم وقلت لهم لا عليكم... أحضروا لي الطعام كاملا وليس هذا موعد الإمساك، فقالت لي المضيفة ولكننا بسبب الارتفاع فالمواعيد مختلفة! فقلت لها بلطف أعلم ذلك فأنا فلكي وأحسب مواقيت الصلاة! فأحضري الطعام لو سمحتي! فبالطبع قالت لي: كما تشاء! ابتداء من الآن، من المفترض أن يتبادر إلى ذهنك عزيزي الق...

سقوط القمر الصناعي فوق سلطنة عمان

صورة
السبت 27 سبتمبر 2014، الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت الإمارات… كان هذا هو الوقت الذي أردت أن أرى إن كان هناك سقوط متوقع لقمر صناعي على المنطقة العربية…. هكذا أفعل بين الفينة والأخرى…. وبالفعل وجدت أن هناك قمرا صناعيا يابانيا سيسقط على الأرض بعد قليل، رقمه 25776  واسمه AYAME 1 (ECS 1) N-1 R/B2 ، وهو أحد مراحل الصاروخ الذي أطلق القمر الصناعي الرئيسي يوم 06 فبراير 1979م، وهو بالتحديد محرك الصاروخ، وتبلغ كتلته فارغا 63.5 كغم ويبلغ قطره 93 سم وطوله 170 سم.   ومن المعروف أنه لا يمكن معرفة مكان ووقت سقوط الأقمار الصناعية بدقة وذلك لأسباب مختلفة لا مجال لذكرها هنا، وبشكل عام فإن أفضل توقع تصدره وزارة الدفاع الأمريكية يكون قبل السقوط بحوالي ساعتين ويكون مقدار الخطأ فيه زائد ناقص ساعتين، أي ما مجموعه أربع ساعات! فإذا علمنا بأن القمر الصناعي الآيل للسقوط يلف الأرض مرة واحدة كل 90 دقيقة، فإن خطأ مقداره أربع ساعات يعني أن القمر الصناعي سيلف الأرض خلالها مرتين ونيف! ولذلك فإننا لا نبالغ بتحذير الناس أو بإرسال الخبر لوسائل الإعلام، لأننا في الواقع لا نعرف بالضبط -لا نحن ولا غيرنا- متى وأي...

لماذا لا يرى الهلال إذ غاب بعد غروب الشمس بفترة قصيرة؟

صورة
صرح عدد من الفلكيين أن رؤية هلال عيد الفطر القادم (شوال 1435 هـ) يوم الأحد 29 رمضان الموافق 27 تموز/يوليو 2014م غير ممكنة من المنطقة العربية لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من أن القمر يغيب يومها بعد غروب الشمس بفترة تصل في بعض المناطق العربية إلى 18 دقيقة. وأثار هذا التصريح بعض التساؤلات بين عامة الناس بكيفية تصريح الفلكيين بعدم إمكانية الرؤية على الرغم من غروب القمر بعد غروب الشمس، ونأمل من خلال هذه الأسطر القليلة الإجابة على هذه التساؤلات. وتتكون هذه التدوينة من أفكار رئيسية عدة، سأبينها تاليا بشكل واضح حتى يسهل استيعاب الموضوع.  الفكرة الأولى: نحن أيضا “متراؤون” شهدت السنوات الماضية ظاهرة جد خطيرة، وهي تصوير الفلكيين كطرف أول لا يعرفون من موضوع رؤية الهلال إلا الأمور النظرية، وأنهم لو “تنازلوا” وقاموا بترائي الهلال لغيروا آراءهم وتصريحاتهم، وصورت هذه الظاهرة “المترائين” كطرف ثاني مخلص لا يوجد عنده هدف إلا الامتثال لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا يحتسبون من عملهم هذا إلا الأجر والثواب من الله، فأصبح الناس ينظرون إلى الفلكي كشخص غير متمرس بالرصد العملي للهل...

لغة البيان مرة أخرى

أشرتُ في مقالات سابقة إلى أن المجلس الأعلى للقضاء سابقا، والمحكمة العليا في المملكة المكلفة بتقرير دخول أشهر العبادات الموسمية، كرمضان وذي الحجة، يستخدمان في بياناتهما عن ذلك لغة غير دقيقة، ومخالفة للواقع. ولم يختلف الأمر في إعلاني المحكمة اللذين أصدرتْهما لطلب تحري رؤية هلال رمضان هذا العام وتقرير أن يوم الأحد هو بداية شهر رمضان المبارك هذا العام. فقد جاء في بيانها عن طلب «تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء الجمعة 29/8/ 1435 هـ» (الشرق، 2014/6/27م)، بعد الديباجة: «فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام 1435 هـ.  وترجو المحكمة العليا ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز؛ لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة. وتأمل المحكمة ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر؛ لما فيه من التعاون على البر والتقوى، واحتساب الأجر والمثوبة بالمشاركة فيه، والانضمام إلى اللجان المشكلة في ا...

الحكم على الشيء فرع عن تصوره

أشرت في مقالات سابقة، ومنها على الأخص: «بل عُدولٌ وعلماء» (الشرق، 1433/8/29 هـ)، و«علماؤنا وعلم الفلك»، الشرق، (1433/9/28 هـ)، إلى أن السبب الرئيس لتكرار الجدل عن إهلال الأشهر القمرية المتصلة بالعبادات الموسمية أن علماءنا الأفاضل المنوط بهم اتخاذ السياسات الدينية في بلادنا، ومنها تحديد إدخال تلك الأشهر وإخراجها، لا يقيمون وزناً لعلم الفلك ونتائجه الدقيقة في هذا الشأن. وربما كان الدافع لموقفهم هذا القبولَ الخالص لرأي ابن تيمية في هذه القضية. يضاف إلى ذلك أنه يتضح من تصريحاتهم أن مواقفهم المبدئية من علم الفلك هي التي تحول بينهم وبين الاطلاع على المعرفة الفلكية العلمية الدقيقة التي تنتج عنها الحسابات الفلكية الدقيقة. لذلك يتطلب حل المشكل المُزمِن المتعلق بثبوت الأشهر العبادية ألا يتوقف هؤلاء الفضلاء عند آراء بعض الفقهاء الأقدمين الذين كانت اجتهاداتهم في هذا الشأن محكومة بمعارفهم الشائعة في أزمنتهم، وأن يجتهدوا كما اجتهد أولئك الأقدمون مستأنسين بما يتوفر الآن من المعارف العلمية التي يمكن أن تحل هذا الإشكال من غير تعارض مع السنة النبوية المطهرة. وكنت بيَّنت في مقالات سابقة أن الأسباب التي د...

شكرا لكم لأنكم أهملتموني… قصة فلكية واقعية

صورة
 هذه التدوينة تسرد أحداث قصة لم أشأ أن تكون طويلة، إلا أن تتابع الأحداث المثيرة أجبرني على ذكرها ولم أشأ أن أفوت ذكر بعض التفاصيل التي أرى أنها مهمة لتوثيق الأحداث!  الزمان: السبت 25 يناير الساعة الثامنة مساء…. شرارة الحدث: رسالة تصلني من الزميل إبراهيم الحذيفي، الصحفي في صحيفة سبق السعودية، وهي من أكثر وسائل الإعلام شهرة وشعبية في السعودية… الرسالة تقول: “ما عندكم تعليق على الكتلة النارية التي تم مشاهدتها في السعودية؟ هل كان صاروخ أم جرم سماوي؟”. في الواقع لقد سمعت من بعيد عن القصة ولكن لم أتابعها أبدا، وقرأت فيما بعد تعليقا بدا لي وكأن البعض اختلفوا في تفسير الظاهرة، ولكن لم أكن حتى متأكدا من أن التعليق كان على تلك الظاهرة ولم أعلم علام اختلفوا. باختصار لم تكن عندي أدنى فكرة عن القصة! فطلبت من الأخ إبراهيم إعلامي بزمان ووقت الحدث، وبالفعل أرسل لي ثلاث روابط للخبر، كنت على عجلة من أمري ففتحت الرابط الأول، ولما وجدت فيه مبتغاي لم أفتح الرابطين الآخرين.  قرأت الخبر وهو موجود على هذا الرابط ( http://sabq.org/4FOfde ) ومنه علمت مكان وزمان الحدث، بل وشاهدت الحدث نفسه من خلال ...